الأربعاء، 27 يناير 2010

سحر ضوء الشرق....روح دخيلة !

مقدمة قصة ضوئية .....


بعد أن قرّر ذلك الشرقي بأن يذهب ليتعلم فن التصوير الفوتوغرافي في أحد اشهر المدارس الأوروبية الحديثة، بهدف إتقان عملية الرسم بالضوء بجميع تفاصيله الدقيقة وأساليبه الجديدة الاحترافية، وجد نفسه معزولا عن ضوء الشرق الذي ينتمي إليه.


كانت صورهُ شبه مثالية، من حيث تركيبتها تكوينها مواضيعها وجمالياتها الساحرة، لكن كان ينقصها شيء،..شيء ما.... يعيبها ....و تفتقده ، كانت تنقصها روح، اجل روحها الأصلية ، أقصد روح العمل والانتماء.
بقي يصوّر بروح غريبة دخيلةْ، وبقيت صوره شرقية ذات صبغة وروح غربية، كأنه ألبس تلك الصور المعلقة على الحائط لباسًا لا يتناسب مع حاجاتها الضوئية الإنسانية والاجتماعية الشرقية.

كان كل شيء بالنسبة له يُقاس بتلك المعايير الغربية الجمالية، المعايير المستقرة المُنتجة الباحثة عن المثالية الضوئية في كل شيء، متناسيًا عدم استقرار المكان والثقافة والشرق الذي ينتمي إليه.

قد يكون لتنازله عن تلك الروح الشرقية أثر في تلاشي سحر ضوء الشرق واستبداله بآخر غربي..!



مدخل عام :


في بحثنا المستمر لصناعة صورة ضوئية، ذات مقومات تحوي اللغة البصرية بجميع تركيباتها، نجد الكثير من مدارس التصوير الضوئي تبحث عن مثالية الصورة الفوتوغرافية، مستخدمة أحدث التقنيات والمعدات التي وصل إليها التطور التكنولوجي، من حيث جماليات الكادر الموضوعية والتكوينية معًا.

فيما ساهمت هذه المدارس "الكلاسيكية – الوجودية – الوثائقية ذات الطابع الإستشراقي – الطبيعة – الصورة المُخرَجة " في ترسيخ قوانينها وأساليبها الجديدة ذات الرؤية الضوئية الأوروبية الغربية داخل الوعي و اللاوعي لصانع الصورة الضوئية.. ونعي مسبقًا مدى الأثر التي خلفته هذه المدارس والأساليب في بلورة مفهومنا الثقافي الضوئي والإنساني؛ والسعي دوما للوصول إلى صورة فوتوغرافية مثالية غنية، ذات حد أعلى من أدوات ومعدات، بهدف الوصول إلى المستوى المطلوب بحسب معايير ومقاييس هذه المدارس.


متناسين في الوقت ذاته دخولها في مرحلة الإدراك ألتوظيفي والعقلي ، وإعطاء شرعية لمخرجات الصورة التي تتناقض مع طبيعة وثقافة الإنسان والمكان ، من حيث ديموغرافية المكان/ طبيعته / ثقافته / الوضع السياسي القائم / النهج السلوكي الإنساني /استقراره ،الخ....

ومن هذا المنطلق الذي يعتبر بأن الصورة الضوئية هي بمثابة وثيقة تعكس بمدركاتها الميراث الثقافي الفلكلوري والحضاري ، للمكان والإنسان ، أرى أن هنالك حاجة لبلورة وصقل فكر وفلسفة الإنسان المصور بشكل عام والشرق أوسطي بشكل خاص ، وخلق أجندة واضحة تتلاءم مع الطبيعة الثقافية العامة للمكان والإنسان ، تكون مرجعية ومقياس له طوال الوقت ، وإيجاد مساحة له لوضع بصمته الفنية الخاصة ،والتي من خلالها تكون نقطة انطلاق والتقاء بين أجندته في مخرجات صوره و ,الارتقاء إلى لغة ضوئية تحاكي في مضمونها معايير وثقافة المكان .

يتبع ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق